الدينغ دينغ: ثائر التواصل المؤسسي

حين تظن أن روح المكتب هي القهوة، يهمس لك "الدينغ دينغ": "لا، أنا من أكونها". هذا الثائر في مجال الاتصالات المؤسسية بدأ كفريق إنقاذ تم تطويره داخليًا داخل مجموعة علي بابا، مخصص لعلاج كل أشكال التسويف في التواصل. واليوم أصبح خادمًا رقميًا لملايين الشركات، حوّل حضور الدوام، وعقد الاجتماعات، وتقديم التقارير إلى رقصة سلسة بأطراف الأصابع.

بمجرد فتح تطبيق الدينغ دينغ، تصبح الرسائل الفورية مجرد عرض افتتاحي؛ أما الجوهري فهو مؤتمرات الفيديو التي تجمع زملاء العمل من كل أنحاء العالم "على طاولة واحدة"، حتى لو كان أحدهم يأكل فعليًا – فما منا من لم يرَ المدير يُصدر تعليماته وهو يمضغ وجبته؟ كما أن مشاركة الملفات لا تقل إثارة: بمجرد رفع ملف، يتم تحديثه فورًا لدى جميع أفراد الفريق، ولا حاجة بعد اليوم لتلقي عشرة إصدارات باسم "النسخة النهائية_v3_الحقيقية النهائية.xlsx".

وليس الشركات فقط من تحبه، بل يعتمد عليه المعلمون في تسجيل الحضور، وتستخدمه الجهات الحكومية لنشر التعليمات، وحتى المدارس في المناطق الجبلية النائية تستفيد من دروس البث المباشر عبر الدينغ دينغ، ليتجاوز العلم الجبال. وما هي ميزته التنافسية؟ باختصار: سريع وحاسم – وظائف دقيقة، تحديثات أسرع، وخلفه شبكة علي بابا الداعمة.

مع تداخل حدود العمل والحياة بشكل متزايد، جعل الدينغ دينغ المكتب كله ينضغط داخل الهاتف، ليتمكن أي شخص من أينما كان من العودة إلى الواقع بنقرة "Ding" واحدة.



ويبو: عصر جديد للشبكات الاجتماعية الجماعية

بينما يقضي الجميع وقتهم في تصفح ويبو، هل ما زلت تستخدم هاتفك فقط لمعرفة الوقت؟ ويبو، هذا المنصة التي تمتص وقتنا المتقطع كوجبة سريعة، لم تعد مكانًا بسيطًا "لنشر مشاعر لحظية". من إعلانات المشاهير إلى إنذارات الزلازل، ومن الصدارة في قائمة المواضيع الساخنة إلى المعارك الجماهيرية، يشبه ويبو قدرًا من الشوربة الحارة المغلية باستمرار، يمكن غمر أي شيء فيه، ولا أحد يستطيع الهروب منه.

لا تستخف بالحد المفروض على 500 حرف، فهذه بالضبط سحر ويبو – فهو يجبرك على الإيجاز، والإثارة، ووضع النقاط المتفجرة في المقدمة. نشر كلمات، عرض صور، رفع مقاطع فيديو، أو حتى بث مباشر لـ "تفكيك المنزل"، وظائف كثيرة لدرجة قد تؤدي إلى تشنج أصابعك. أما "المواضيع الرائجة" فهي كأنها خريطة حية لمشاعر المجتمع، اليوم يكون الموضوع "انهيار نجم كبير"، وغدًا "معركة بين القطط والكلاب في الحي"، وبعد غد قد تتحول إلى مؤشر على إصلاح سياسة ما.

كم عدد الأخبار التي انتشرت قبل أن تصل إلى وسائل الإعلام الرسمية؟ وكم من الآراء التي كانت صامتة، لكنها أثارت عاصفة من التعليقات بسبب تغريدة واحدة على ويبو؟ فكّر في معجزة ارتفاع مبيعات علامة رياضية صينية بعد أن تم انتقادها على ويبو، أو في "المحاكمة الإلكترونية" التي تلت تصريحًا غير محسوب لأحد المسؤولين، وستدرك حينها أن هذه ليست مجرد وسيلة تواصل اجتماعي، بل وسيلة تواصل اجتماعي.

يكتمل المشهد بوجود الشخصيات البارزة (DJs)، ونجوم الإنترنت، ووسائل الإعلام المستقلة، وأصحاب المواقف النارية، البعض يصعدون بفضل ويبو، والبعض الآخر ينهارون. قد لا تكون مثالية، لكنها حقيقية لدرجة تجعلك لا تستطيع إبعاد عينيك عنها.



الاختلافات والروابط بين الدينغ دينغ وويبو

الـدينغ دينغ وويبو، الأول كمحاسب جاد، والثاني ك网红 يحب التقاط الصور لنفسه، يبدو أنهما لا يشتركان في شيء، لكنهما يضيئان تحت نفس السماء الرقمية. فالدينغ دينغ يركّز على التعاون المؤسسي، ويقدم خدمات متكاملة من الحضور إلى الاجتماعات إلى الموافقات، إنه التطبيق الذي يحلم به كل مدير، وكابوس موظفي المكاتب – فمن منا لم يتألم من ميزة "تمت القراءة دون رد"؟ أما ويبو، فهو حيث تتربع المواضيع الساخنة، وتنكسر سمعة المشاهير، وينطق العاديون بصوتهم، مع ملياري مستخدم يتجدون الشاشات، كأنك تشاهد لوحة "تشينغ مينغ على نهر الخلق" الحديثة.

من حيث الوظائف، يسعى الدينغ دينغ إلى الكفاءة، ويحوّل سير العمل إلى أدوات رقمية مثل "تمت القراءة"، و"DING مرة أخرى"، و"إحصائيات الحضور"، بينما يشجع ويبو على التعبير، حيث يمكن لـ 140 حرفًا أن يثير موجة رأي عام هائلة. وتختلف جماهير المستخدمين تمامًا: فئة الدينغ دينغ هم الموظفون ذوو القمصان الرسمية، أما مستخدمو ويبو فهم الجمهور المسترخون في بيوتهم يتناولون "الطعام المر" أثناء تصفح المواضيع الساخنة. لكن لا تستخف بهذا "التوأم المختلف"، فهما في الواقع متكاملان بشكل مذهل. فالدينغ دينغ يتحكم بوقت دوامك، بينما يستولي ويبو على وقت فراغك. تستخدم الشركات الدينغ دينغ للتواصل الداخلي، ثم ويبو للإعلان الخارجي، داخليًا وخارجيًا، بكل انسيابية.

والأكثر إثارة هو أنه عند حدوث أزمة شركة، فإن ويبو يشعل الشرارة، ويبدأ الدينغ دينغ على الفور اجتماعات الطوارئ – منصّتان تعملان معًا في "دراما إنقاذ العلاقات العامة". وكأنهما اليين واليانغ في النظام البيئي الرقمي، واحد بارد ومنطقي، والآخر ساخن وعاطفي، ينسجان معًا حياة中国人 الرقمية على مدار الساعة.

نموذج العمل التجاري لكل من الدينغ دينغ وويبو

يبدو أن الدينغ دينغ وويبو، الأول كمدير صارم، والثاني كصديق نجم على الإنترنت كثير الشكوى، لا علاقة بينهما، لكن كلاهما بارع في تحقيق الأرباح.

يعيش الدينغ دينغ على "الاشتراكات المؤسسية"، كأنك تبيع أدوات للمزارع للزراعة – الوظائف الأساسية مجانية، ولكن إذا أردت ترقية المساحة السحابية أو استخدام سير عمل موافقة متقدم؟ ادفع! نظام الاشتراك يجعل الشركات تدفع "ضريبة الذكاء" شهريًا برضى تام، وتشعر أنها وفرت في تكاليف الإدارة. أما الإعلانات فنادرًا ما تظهر، فمن يجرؤ على عرض إشعار "لديك دَينٌ عليك سداده" أثناء اجتماع المدير؟ ميزته هي الالتصاق العالي لدى العملاء من نوع B، أما عيوبه، فهو الاعتماد الكبير على منظومة علي بابا، وقدرة الاستقلال المالي لا تزال قيد الاختبار.

أما ويبو، فهو أشبه بمدينة "برودواي" للإعلانات! إعلانات البداية، وظهور في صدارة المواضيع الساخنة، وترويج المؤثرين، وتحليل بيانات دقيق لدرجة يمكنه تخمين ما أكلته الليلة الماضية. فهو يبيع انتباه المستخدمين بكفاءة عالية، لكن المشكلة تكمن في الإفراط – كثرة الإعلانات تجعل المستخدمين يشكون: "تصفح المواضيع الساخنة كأنك في سوق خضار". كما يبيع عضويات مدفوعة مقابل مرشحات وعلامات هوية، يبدو الأمر سطحيًا، لكن هناك من يدفع فعلاً.

نموذجَا العمل مختلفان تمامًا: أحدهما يربح من عمق الخدمة، والآخر من سعة التدفق. وإذا استطاعا يومًا تجاوز حواجز البيانات، فقد يساعد الدينغ دينغ الشركات على استهداف إعلانات ويبو بدقة، وعندها فقط سنرى "دراما الزواج بين العمل والاجتماعي" تُعرض حقًا.

التوقعات المستقبلية: العقد القادم للدينغ دينغ وويبو

حين يبدأ الذكاء الاصطناعي في كتابة تقاريرك الأسبوعية، قد يتحول الدينغ دينغ من "شريك الإرهاق" إلى "مساعدك المهني". في العقد القادم، لن يكون الدينغ دينغ مجرد أداة للحضور والموافقة، بل سيصبح مركزًا ذكيًا للمؤسسات باستخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي. تخيل أن النظام يحلل تلقائيًا نمط التواصل في الفريق، ويُنبّه المدير: "قسمكم يعقد اجتماعات لمدة خمس ساعات أسبوعيًا، لكن النتائج أقل من قطرات الماء في الصحراء". هذا ليس خيالًا علميًا، بل ميزة جديدة قادمة: "تشخيص صحة المنظمة". أما ويبو، فهو يتطور من "آلة صنع المواضيع الساخنة" إلى "محطة حالة مشاعر الجماهير"، باستخدام خوارزميات تحليل العواطف للتنبؤ بأي محتوى سيشتعل عبر الإنترنت، وقد يحذر العلامات التجارية مسبقًا: "عبارة الدعاية لهذه المنتج الجديد قد تثير الغضب، نقترح استبدالها بعبارة 'رائعته فعلًا'".

لكن التحديات كبيرة أيضًا. يجب على الدينغ دينغ التخلص من صورة "أداة المراقبة الإدارية"، وإلا سيختار الشباب الكتابة في ملاحظات الهاتف للتهرب من العمل. ويجب على ويبو تجنب جعل التوصيات الآلية تخلق "أقفاص المعلومات"، وإلا سينتهي الحال بمستخدميه كعبيد رقميين يشاهدون فقط مقاطع القطط والفضائح. أفكار الابتكار؟ يمكن للدينغ دينغ إدخال "وضع مضاد للإجهاد"، يمنع تلقائيًا الرسائل بعد دوام العمل ويرد: "دخل صاحبك في وضع السكون، يرجى إزعاجه غدًا". أما ويبو فيمكنه إطلاق "قاعة اللياقة المعرفية"، تفرض على المستخدمين قراءة مقالتين يوميًا بوجهات نظر متعاكسة، لتدريب التفكير النقدي.

باختصار، من يستطيع جعل التكنولوجيا ذكية ومشبعة بالإنسانية، سيكون الفائز في العقد القادم.