الخلفية التعريفية: أصول دينغ تك وTeams

عند الحديث عن "الصراع الإلهي" بين أدوات التواصل المكتبية، كيف لا نذكر المدرستين الكبيرتين: "دينغ تك" من الشرق و"Teams" من الغرب؟ أحدهما الابن الأصيل لمجموعة علي بابا، ظهر بشكل مفاجئ في عام 2015، وصوت "دنغ" الذي يهز المكاتب الصينية حتى منتصف الليل، حيث يمكن للمدراء إرسال الرسائل ورؤية من قرأها، مما يُشعر الموظفين وكأنهم مجبرون على الرد من قبورهم! أما الآخر فهو الابن النبيل من عائلة مايكروسوفت، الذي دخل الساحة في 2017 حاملاً معه قوة Office 365 الهائلة، وصرّح منذ البداية: "نحن عائلة واحدة مع Word وExcel وPowerPoint". نشأ دينغ تك في تربة ثقافة العمل الإضافي الصينية، وفي بيئة تُولّي أولوية قصوى للهواتف المحمولة، وكان يهدف منذ البداية إلى حل مشكلة "تسهيل إدارة الموظفين من قبل المدراء"، فضمّ كل شيء مثل الحضور والانصراف، والموافقة على الطلبات، وقوائم المهام في تطبيق الهاتف، واصفاً بـ"قاضي العدالة الرقمي". أما Teams فيتبع نهج الشركات الغربية القائم على "الدمج الشامل"، ويركز على التكامل السلس بين مراحل العمل، كأنه رجل أنيق يرتدي بدلة رسمية ويحمل حاسوبه المحمول، ويقول بهدوء: "دعونا نتعاون ببطء، لا داعي للعجلة". لكل منهما أصل مختلف وحمض نووي ثقافي مغاير، الأول يشبه الشاب المتحمس في أفلام المغامرات، والثاني يشبه الدكتور الهادئ العاقل من المدرسة الأكاديمية، لكن الهدف واحد بشكل مذهل: السيطرة على عرش التواصل المؤسسي. وقد تحوّل هذا الصراع التكنولوجي بين الشرق والغرب منذ البداية إلى معركة مشتعلة.



المقارنة الوظيفية: الميزات الأساسية لدينغ تك وTeams

أما عند الحديث عن الميزات، فإن هذه المعركة التاريخية بين "دينغ تك وTeams" ليست مجرد منافسة على استعمال الملصقات في غرف الدردشة، بل هي حرفياً "سباق تسلح مكتبي". يدخل دينغ تك المعركة حاملاً الحكمة الصينية الأصيلة – فهو لا يقتصر فقط على الدردشة، وعقد الاجتماعات، ونقل الملفات، بل يستطيع أيضاً مساعدتك في تسجيل الحضور، وطلب الإجازات، وتقديم مطالبات الاسترداد، كأنه يتولى كل مهام قسم الموارد البشرية. هل استيقظت متأخراً هذا الصباح؟ لا مشكلة، فنظام "الحضور الذكي" في دينغ تك سيذكّرك بلطف: "عزيزنا، أنت متأخر اليوم~"، ثم يقوم تلقائياً بإنشاء تقرير الحضور، حتى أن المدير سينتهي به المطاف إلى الإعجاب.

أما Teams فيسلك طريق "الإمبراطورية مايكروسوفتية" الجبار، فهو يدخل ومعه الثلاثي المقدس: Word وExcel وPowerPoint، ويمكنك مباشرة في غرفة الدردشة تعديل الملفات أثناء النقاش، مع تحديث فوري للوثيقة، حتى إن الضغط على Ctrl+S يصبح أمراً زائداً عن الحاجة. كما أن وظيفة الاجتماعات فيه مستقرة كقطار ألماني، ومع دعم قوي من OneDrive وSharePoint، تصبح عملية التعاون ناعمة كالهلام. ناهيك عن دعم Azure وActive Directory من الخلف، ما يجعل إدارة تكنولوجيا المعلومات في المؤسسات تُعجب به إلى أقصى الحدود.

واحد يشبه "الخادم الشامل لكل شؤون الحياة"، والآخر يشبه "النبيل التكنولوجي المهني"، فمَن يتفوّق على الآخر؟ سنُفصّل ذلك في الحلقة القادمة.



تجربة المستخدم: تصميم واجهة دينغ تك وTeams

أما بالنسبة لـ"الجمال" و"الراحة" في برامج العمل، فهي ليست مسألة من يبدو أفضل، بل من يجعلك لا تفقد صوابك أثناء العمل. فواجهة دينغ تك تشبه مُساعداً إدارياً منظماً ومهنياً، كل شيء مرتب وواضح – أين الزر، كيف تُرسل الرسالة، كيف تبدأ الاجتماع، كلها أمور يمكن لأي مبتدئ فهمها خلال ثلاث ثوانٍ دون الحاجة إلى قراءة دليل الاستخدام، ويمكن تسميته بجهاز "صديق لكبار السن". وبالنسبة للمستخدمين الصينيين العاديين على منطق واتساب، فإن هذا الشعور بالاستجابة الفورية عند النقر يُعدّ بمثابة تهدئة نفسية.

على النقيض، يشبه Teams ذلك المهووس التقني الذي يحب تغيير الثيمات، فهو يتبع التصميم الحديث المسطح الذي تنتهجه مايكروسوفت دوماً، لكن ميزته الحقيقية تكمن في "قابلية التخصيص". يمكنك تصغير نافذة الدردشة إلى أصغر حجم، وتثبيت التطبيقات المفضلة كقائمة اختصارات، بل وتخصيص كامل الشريط الجانبي – يمكنك ترتيبه بالطريقة التي تشاء. ومع دعم مئات الإضافات من نظام Office، من Power BI إلى Planner، يصبح الأمر كأنك وضعت صندوق كنوز في مكتبك. لكن المبتدئ قد يشعر بالذعر من كثرة الخيارات: "إلى أين أنقر الآن؟"

باختصار، دينغ تك يقول لك: "أنت لا تحتاج إلى التفكير"، أما Teams فيقول: "افعل ما تشاء". السؤال هو: ما نوع الفريق الذي تمتلكه؟ هل تبحث عن جليسة أطفال، أم عن من يُدير نفسه بنفسه؟



الأمان والخصوصية: إجراءات الحماية في دينغ تك وTeams

في عالم المكاتب، يشبه الأمان والخصوصية تقنيات القوى الداخلية في الفنون القتالية، فإن لم تُتقنها جيداً، قد تصاب بجرح بسيط أو حتى بكارثة كبيرة مثل تسريب البيانات، أو الإحراج الجماعي للشركة بأكملها. دينغ تك لا يتهاون أبداً، فهو يستخدم "درع الذهب" و"درع الحديد" معاً – التشفير، والتحكم في الوصول، ومراجعة الأمان، ثلاثي لا يُهزم، ويحصل بالتوازي على شهادات دولية مثل ISO 27001 وSOC 2، كأنه يركض في غابة البيانات وهو يرتدي درعاً مضاداً للرصاص، فيشعرك بالأمان التام. والأكثر إثارة أن النظام يسجل حتى اللحظة التي فتح فيها شخص ما ملفاً معيناً، وسجلات المراجعة دقيقة لدرجة تجعل الزميل الكسول يخاف من مجرد النقر على شيء ما. أما Teams فلا يقل حدة، فهو يقدم التشفير من الطرف إلى الطرف، والمصادقة الثنائية، بل ويُطلق إنذاراً تلقائياً بعد ثلاث محاولات دخول فاشلة، كأنه يمتلك حارساً رقمياً يعمل على مدار الساعة. كما يلتزم بدقة بقوانين مثل GDPR وHIPAA، ما يجعل الشركات متعددة الجنسيات تستخدمه دون خوف من الغرامات الباهظة. والأهم أن Teams يعتمد على بنية سحابية Azure الضخمة، حيث أن آليات الحماية المؤسسية من مايكروسوفت ليست مجرد كلام، بل تُعادل إضافة عشرة جدران نارية حول مركز البيانات. في النهاية، أحدهما يشبه الحارس الشرقي الدقيق، والآخر يشبه العميل الغربي المُحلّل بدقة، فمن هو الأكثر أماناً؟ هذا يعتمد على ما تخشاه شركتك أكثر: القراصنة، أم الزميل الذي يُرسل ملفات Excel بشكل عشوائي.

الكفاءة من حيث التكلفة: سياسات الأسعار في دينغ تك وTeams

عند الحديث عن أدوات التواصل في الشركات، بعد أن نناقش أسئلة مثل "هل سيتم الاطلاع على بياناتي؟" (وقد تحدثنا عنها بعمق في الفصل السابق)، يأتي السؤال الأكثر إثارة للصداع: "كم يكلف هذا الشيء؟ هل يمكن لشركتي الصغيرة تحمله؟" هنا، يسلك كل من دينغ تك وTeams طريقتين مختلفتين تماماً في "فلسفة التسعير".

يسلك دينغ تك نهج "جرب قبل أن تشتري"، فحتى النسخة المجانية تقدم ميزات كثيرة لدرجة تجعلك تشك في أنه يسعى للربح أساساً – محادثات جماعية، اجتماعات فيديو، تسجيل الحضور، وإجراءات الموافقة، كلها متوفرة، مما يجعل الفرق الصغيرة تستخدمه دون أي عوائق. لكن عندما تكبر شركتك وتريد استخدام ميزات مثل الموارد البشرية الذكية، أو التحليلات المتقدمة للبيانات، أو دعم العملاء المخصص، فعليك الترقية إلى النسخة المدفوعة، والتي تتميز بمرونة عالية في السعر، وتحسب حسب عدد المستخدمين، ما يجعلها مناسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة ذات الميزانيات المحدودة.

أما Teams، فهو في الحقيقة تذكرة دخول إلى "حزمة Office 365 الكاملة". فأنت لا تشترى أداة تواصل واحدة فقط، بل مجموعة كاملة من بيئة العمل تشمل Word وExcel وOneDrive وOutlook. قد يبدو السعر الأولي مرتفعاً نسبياً، لكن إذا كانت شركتك تعتمد أصلاً على Office، فإن هذا الخيار يُعدّ "حزمة مربوطة توفر المال". وبعبارة أخرى، أنت لا تشترى Teams، بل تشترى تذكرة VIP لدخول كون مكتبي كامل.

إذاً، الرخص لا يعني بالضرورة الجودة، والغلاة لا تعني الهدر – المفتاح هو: كم "غرفة" تحتاجها في مكتبك؟