
في الماضي، كان نشر الإشعارات العامة من قبل الحكومة في هونغ كونغ يشبه لعبة "الرسول" — يقول العمدة للوزير، والوزير ينقل للموظف، وفي النهاية قد يتلقى المواطنون معلومة مشوهة مثل "انقطاع المياه غدًا" تصبح "انقطاع الكهرباء بعد غد". كانت الإشعارات الورقية تُلصق على لوحات الإعلانات المجتمعية، ثم تمحيها الأمطار بعد ثلاثة أيام لتتحول إلى لوحة تجريدية؛ أما المكالمات الصوتية فتُوجّه إلى أرقام غير صالحة، وتُكرر التسجيلات ثلاث مرات دون أن يفهم أحد جوهر الرسالة. لم يدرك الجميع إمكانية إنجاز المهام الحكومية بنقرة واحدة ("ديينغ!") إلا بعد أن دخلت موجة التحول الرقمي مباني الحكومة كما تتدفق مياه خليج فيكتوريا.
في السنوات الأخيرة، تخلّصت الإدارات المختلفة تدريجيًا من الإجراءات القديمة، وانتقلت من "ثقافة الختم" إلى "思维方式 الحوسبة السحابية". أطلقت إدارة الضرائب نظام الإقرار الضريبي الإلكتروني، واستخدمت وزارة الرفاه الاجتماعي النظام الآلي لمراجعة المنح، بل ويمكن حتى المزايدة على أماكن السوق عبر الإنترنت من خلال إدارة الصحة البيئية للأغذية. هذه التغيرات ليست مجرد مسح للوثائق وتحويلها إلى ملفات PDF، بل هي إعادة تشغيل شاملة للمنطق الإداري. ويأتي أهمية التحول الرقمي من أن المواطنين لم يعودوا يقبلون بالرد البطيء الذي يستغرق "ثلاثة أيام عمل"، بل يطلبون خدمات فورية ودقيقة وقابلة للتتبع.
والأهم من ذلك، أن التحول الرقمي سمح للحكومة بالانتقال من وضع "الاستجابة السلبية" إلى "الإخطار النشط". عندما يقترب الإعصار، لم يعد الاعتماد على عبارات التمرير التلفزيونية التي تعتمد على الحظ، بل يتم إرسال التنبيه مباشرةً إلى هواتف المواطنين عبر منصات متكاملة. وراء هذا التحوّل، بدأت قناة "دينغ توك" (DingTalk) بالبروز — حيث أصبحت مركز اتصالات فوري قادر على ربط مختلف الإدارات وتحطيم جزر المعلومات المعزولة، ما يُحدث تغييراً صامتاً في جينات التواصل الحكومي في هونغ كونغ.
صعود قناة دينغ توك
"ديينغ دونغ——" تلك النغمة الواضحة لم تعد مجرد إشارة لوصول طلب توصيل الطعام، بل أصبحت أيضًا صوت تنبيه الحكومة وهو يدخل بهدوء إلى هاتفك. نعم، إنها نفس الأداة التي اعتاد الموظفون استخدامها للتسجيل اليومي أو عقد الاجتماعات أو الشكوى من المدير، والتي تحوّلت الآن إلى "مكبر صوت رسمي" للجهات الحكومية. من وزارة التعليم إلى إدارة الصحة البيئية للأغذية، ومن الإشعارات الطارئة إلى تحذيرات الطقس، تتسلل دينغ توك بسرعة ودقة ولا تخشى أن تترك رسالة "مقروءة وغير مجابة"، وتحتل مواقع متقدمة في مجال التواصل الحكومي.
ولماذا أحبّت الحكومة دينغ توك؟ أولًا، واجهتها بسيطة كالطبق المفضل "الونتون" — قليل المكونات لكنه لذيذ. سواء أكان نشر إعلان أو إرسال إشعار جماعي، فإن النقرة الواحدة تكفي، ويمكن لكبار السن تعلمه في دقيقتين. ثانيًا، ميزة "مقروء/غير مقروء" هي نعمة للموظفين الحكوميين، فلم يعد عليهم التخمين: "هل رأى المواطنون تحذير الإعصار أم لا؟". ناهيك عن تشفير الاتصالات وإدارة الصلاحيات، إذ تبلغ درجة أمان البيانات مستوى الخزنة الحديدية، بحيث يفكر أي قرصان مرتين قبل محاولة الاختراق.
وبفضل دعمها للمكالمات الصوتية ومؤتمرات الفيديو ومشاركة الملفات، أصبحت المنصة قادرة على تلبية جميع احتياجات التواصل، كأنها "سكين سويسري" في عالم التحول الرقمي. بدلاً من القول إن الحكومة اختارت دينغ توك، سيكون من الأصح القول إن دينغ توك نمت لتلبّي بالضبط ما تحتاجه الحكومة.
استخدام دينغ توك في الإشعارات العامة
"ديينغ دونغ! لديك رسالة جديدة من الحكومة!" هذه ليست نغمة توصيل الطلبات، بل صوت مألوف بشكل متزايد لدى سكان هونغ كونغ عبر تطبيق دينغ توك. من إدارة الصحة البيئية للأغذية إلى وزارة التعليم، تحوّلت العديد من الجهات الحكومية تدريجيًا إلى "خبراء دينغ توك"، وحولت الإشعارات العامة التي كانت تُلصق على اللوحات أو تُرسل بالبريد، إلى رسائل فورية يمكن رؤيتها بنقرة واحدة.
على سبيل المثال، بمجرد إصدار المكتب الجوي "إنذار الرياح رقم 8"، لم يعد هناك حاجة للبث التلفزيوني العاجل أو تكرار الإعلانات عبر الراديو، إذ تقوم الإدارات المعنية فورًا بإرسال إرشادات الاستجابة إلى مكاتب الشؤون المدنية في المناطق المختلفة عبر مجموعات دينغ توك، وتستلم المدارس في الوقت نفسه إشعارًا بإلغاء الدراسة. بل إن إدارة الإطفاء تفعل أكثر من ذلك، فهي ترفع خرائط طوارئ الإخلاء مباشرة إلى مجلدات دينغ توك، ليتمكن العاملون الميدانيون من استرجاعها في أي وقت، وبسرعة تفوق سيارة الإسعاف.
بالنسبة للمواطنين، فإن هذا النموذج من الخدمة، حيث "تلاحق الحكومة المواطنين"، لا يوفر عليهم عناء البحث عبر المواقع الإلكترونية فحسب، بل يمنع أيضًا تفويت المعلومات الحاسمة. بينما كان من الممكن أن يستغرق وصول إشعار بريدي سابقًا ثلاثة أيام، أصبح من الممكن الآن تعديل موعد صيانة الشقق العامة فورًا،
- مع تحسن كبير في الدقة
- وانخفاض كبير في تكلفة التواصل
- واستجابة أسرع للحوادث المفاجئة
بدل أن نقول إن دينغ توك مجرد أداة، من الأفضل القول إنها تعيد تعريف "قوة الإشارة" بين الحكومة والمواطنين — فالآن، لم يعد هناك "لا يوجد إشارة استقبال".
التحديات والحلول
حين يتعلق الأمر باستخدام دينغ توك لإرسال الإشعارات العامة، تبدو مؤسسات حكومة هونغ كونغ وكأنها سائق مبتدئ — يمسك المقود بقوة، لكنه غالبًا ما يصطدم بـ"حفر تقنية". قد يتعطل النظام أحيانًا، ويتأخر إرسال الرسالة بضع ثوانٍ، فيبدأ المواطنون فورًا بالسؤال في المجموعة: "ما زلنا لم نستلم تحذير الطقس؟ هل سننام في الشارع؟!" ناهيك عن كبار السن الذين ما زالوا مترددين في استخدام الهواتف الذكية، ففتح تطبيق دينغ توك بالنسبة لهم كأنهم يفتحون صندوق باندورا، ووجوههم مليئة بالعلامات الاستفهام.
أما قضية الخصوصية فهي الأكثر إيلامًا. بمجرد أن ترسل الحكومة إشعارًا حول "تدريب على انقطاع التيار الكهربائي على مستوى المدينة"، تبدأ الشائعات تنتشر: "هل يتجسسون على ألبوم صوري؟!" في الواقع، لا داعي للذعر، لكن يجب توفير الشفافية. ما الحلول؟ أولًا، تنظيم "صفوف دينغ توك" لتُدرّب الموظفين والمواطنين معًا، من كيفية النقر على الزر إلى إيقاف صوت الإشعارات. ثانيًا، تطبيق صلاحيات متدرجة وتشفير من طرف إلى طرف، بحيث تكون عملية نقل البيانات أنظف من وعاء "الونتون" في مطعم شعبي. ثالثًا، توفير روبوت خدمة فورية للإجابة على الأسئلة المصيرية مثل: "لماذا لم أستلم الرسالة؟!"
بدل الانتظار حتى تنفجر المشكلات، من الأفضل التحضير مسبقًا. ففي النهاية، التحول الرقمي ليس سباق ماراثون، بل سلسلة من سباقات التتابع القصيرة — إذا تم التسليم بشكل جيد، يستفيد الجميع؛ وإذا حدث خطأ في التسليم، يسقط الجميع معًا.
آفاق المستقبل
"ديينغ دونغ!"一声، ينظر جميع سكان هونغ كونغ فجأة إلى هواتفهم — يبدو هذا المشهد كأنه من فيلم خيال علمي؟ لا، إنه اليوم العادي المستقبلي لإشعارات الحكومة العامة. ومع ترسيخ دينغ توك لمكانتها داخل المؤسسات الحكومية، لا يمكننا إلا أن نتساءل: كم من الوقت ستبقى هذه "الرسول الرقمي" في دائرة الضوء؟ فالعالم التقني لا يرحم، فمن كان نجم اليوم قد يصبح غدًا مجرد "عم دينغ توك" متراجع.
في المستقبل، ربما لن تعتمد الحكومة فقط على دينغ توك وحدها. فقد تظهر تقنية البلوك تشين بهدوء، لتُرفق بكل إشعار "شهادة ميلاد رقمية" لا يمكن التلاعب بها، وبالتالي تمنع التحذيرات المزيفة. وقد يصبح المساعد الصوتي بالذكاء الاصطناعي "سكرتيرًا حكوميًا شخصيًا"، يذكّر الجدة بضرورة تأمين النوافذ، ويشرح لها التعليمات مرة أخرى باللهجة الكانتونية. والأكثر إثارة، أن مجلس بلدية الواقع الافتراضي (ميتافيرس) قيد التصميم — فقد يُعلن عمدة المدينة، في المرة القادمة عند صدور إنذار إعصار، عن نقاط الغمر بالمياه من خلال صورة ثلاثية الأبعاد باستخدام شبح افتراضي.
بالطبع، التكنولوجيات الجديدة لا تأتي لهزيمة القديمة، بل للانضمام إليها. ستظل دينغ توك هي القائد الأساسي في نقل الرسائل، لكنها ستتشارك مع أجهزة استشعار الإنترنت للأشياء (IoT)، ومساعدات الترجمة الفورية بالذكاء الاصطناعي، وخوارزميات الإرسال الشخصية، لترتقي بالإشعارات من مجرد "إذاعة" إلى مستوى "حوار". وليس المقصود الاستبدال، بل جعل كل مواطن يشعر بأن الحكومة لا تكتفي بإرسال "رسالة"، بل تستمع فعليًا إلى "الرد".
باختصار، في مستقبل الإشعارات العامة، قد تتلقى شريحة قطتك المنزلية إشعارًا موجهًا: "سيارة تطعيم ضد داء الكلب ستصل قريبًا إلى منطقتك" — لا تشكّن حينها، فالحكومة ستكون أشد اهتمامًا بك من تطبيق توصيل الطعام.
We dedicated to serving clients with professional DingTalk solutions. If you'd like to learn more about DingTalk platform applications, feel free to contact our online customer service or email at

اللغة العربية
English
Bahasa Indonesia
Bahasa Melayu
ภาษาไทย
Tiếng Việt
简体中文 