«دينج دونغ!» مع صوت تنبيه واضح، كأنها الكلمة السرية التي استخدمها علي بابا لفتح كنزه، هكذا بدأت تطبيق دينغ تانغ (DingTalk) دخولها بهدوء إلى مدارس هونغ كونغ. في البداية، ظن المعلمون أن الصوت ناتج عن منبه نسي أحد أولياء الأمور إيقافه، لكنهم لم يتوقعوا أن هذا «المستأجر الإلكتروني» سيصبح فجأة النجم الجديد في المدرسة.凭借其ال打卡 بنقرة واحدة، والتخزين السحابي، وبدء الاجتماعات المرئية خلال ثلاث ثوانٍ فقط، اجتاحت دينغ تانغ الفوضى السابقة القائمة على استخدام برنامج إكسل وواتساب بالتوازي.
وعلّق مدير إحدى المدارس الثانوية في تون من "تون مين": «في الماضي، كان إرسال الإشعار يشبه لعبة البحث عن الكنز – حيث تُدفن الرسائل المهمة تحت رموز تعبيرية في مجموعة الوالدين، أما الآن فقد أصبح بإمكاننا تتبع من يتجاهل الرسائل بدقة بفضل خاصية 'تم القراءة / لم يُقرأ'». والأكثر إثارة هو أن استمارات الإبلاغ الصحي تُصنف تلقائيًا، وتُحسب إحصائيات التسجيل للأنشطة اللاصفية فورًا، بل حتى حارس المدرسة تعلم استخدام الأمر «أرسل تنبيهًا» لطلب تقارير التنظيف. وحتى أثناء توقف الدروس المفاجئ بسبب الجائحة، لم تضطر العديد من المدارس إلى الذعر، لأن تطبيق دينغ تانغ كان قد جمع بالفعل جدول الحصص، ومواد الدراسة، ونظام التحضير في ما يشبه «حقيبة طوارئ رقمية».
بالرغم من شكاوى بعض المعلمين في البداية من «又要學新APP» (عليَّ تعلُّم تطبيق جديد مجددًا!)، إلا أن هذه الشكاوى تحولت إلى إعجاب حين اكتشفوا أن بإمكانهم استخدام خاصية تحويل الصوت إلى نص لتدوين محاضر الاجتماعات. إنها ليست مجرد عملية استبدال للأدوات، بل هي المرة الأولى التي يشعر فيها مجتمع التعليم في هونغ كونغ بأن التكنولوجيا يمكن أن تكون ذكية ومفيدة دون أن تُسبب أي إزعاج.
مظهر دراسي جديد: كيف أعادت دينغ تانغ تشكيل أساليب التدريس
«يا أستاذ، لقد تأخرت — هل يمكنني حضور الدرس؟» في الساعة الثامنة صباحًا، بينما لا يزال الأستاذ لي ينظف أسنانه، تصله رسالة عبر هاتفه: الطالب شياو مينغ دخل إلى الصف الدراسي «افتراضيًا» عبر البث المباشر على تطبيق دينغ تانغ. هذه ليست مشهدًا من فيلم خيال علمي، بل أصبح واقعًا يوميًا في فصول مدارس هونغ كونغ. منذ دخول دينغ تانغ إلى المدارس، تحول السبورة إلى شاشة، والطباشير إلى لوحة مفاتيح، وحتى التأخير أصبح بالإمكان «تعويضه سحابيًا».
في الحصة، يقوم المعلم بإطلاق اختبار فوري بنقرة واحدة، ويُجيب الطلاب باستخدام هواتفهم، ثم تعرض المنظومة مباشرةً رسومًا بيانية للنتائج. من فهم ومن لم يفهم، يصبح واضحًا للجميع. ويقول الأستاذ لي ضاحكًا: «في الماضي، عندما كنت أسأل 'هل فهمتم؟'، كان الجميع يُحرك رأسه كالآلة، أما الآن فالبيانات لا تكذب». كما أصبح تسليم الواجبات أسهل كثيرًا، إذ يمكن رفع ملفات بصيغة PDF أو مقاطع فيديو أو أكواد برمجية، مع إمكانية تتبع من يؤخر ومن يقدم مبكرًا. بل ويتبادل بعض الطلاب التعليقات والتقييمات على واجبات بعضهم البعض، كأنها نسخة تعليمية من «القصص المصورة» على إنستغرام.
والأكثر إثارة هي خاصية «إعادة التشغيل» — فقد عوّض الطالب شياو هوا الذي غفا أثناء الدرس، فشاهد البث المسجل ثلاث مرات في المنزل، وحقق نتيجة غير متوقعة بحصوله على المركز الثاني في الفصل. يقول شياو هوا بصراحة: «لست مجتهدًا، فقط لا أريد أن أفوّت المشهد الذي قام فيه الأستاذ بتقليد ترامب أثناء شرح الدرس باللغة الإنجليزية». إن دينغ تانغ لا تغيّر شكل التدريس فحسب، بل تحوّل التعلّم تدريجيًا إلى ذكرى جماعية تفاعلية. لم يعد الصف مجرد محاضرة أحادية، بل أصبح عرضًا تفاعليًا مباشرًا.
تواصل متكامل بين المدرسة والأسرة: دينغ تانغ تبني جسر التواصل
«دينج دونغ! لديك رسالة جديدة من مجموعة أولياء الأمور.» هذه ليست إشعار توصيل طعام، بل تنبيه عاجل تلقاه مديرة إحدى المدارس الابتدائية في هونغ كونغ عند الساعة الثانية صباحًا — فقد وضع الطالب شياو مينغ سمكة ذهبية داخل جهاز الشرب الآلي مرة أخرى. لولا وجود تطبيق دينغ تانغ، لكانت المديرة لن تعرف بما يحدث في المدرسة قبل اجتماع الصباح التالي.
في الماضي، كان التواصل بين البيت والمدرسة يعتمد على الملاحظات الورقية، والمكالمات الهاتفية، ومجموعات فيسبوك، بل وحتى على نقل الطلاب للرسائل، وكانت النتيجة غالبًا أن يدعي أولياء الأمور عدم استلام الإشعارات، بينما يصر المعلمون على أنهم أرسلوها ثلاث مرات، ويؤكد الطلاب أنهم «نسيوا إحضار دفتر الواجبات إلى المنزل، وكذلك نسوا إيصال الرسالة». أما الآن، فإن إرسال إشعار واحد عبر دينغ تانغ يوصل الكشفات الدراسية، ومواعيد اجتماعات أولياء الأمور، والإعلانات العاجلة عن تعليق الدراسة فورًا إلى هواتف أولياء الأمور، مع إظهار حالة «تم القراءة» أو «لم يُقرأ»، كأنها «إشعار بالقراءة» نسخة تعليمية. هل تريد التظاهر بعدم العلم؟ لا مجال لذلك!
والأجمل من ذلك، أن خاصية «مجموعة المدرسة-الأسرة» في دينغ تانغ تحوّل المعلمين إلى حراس ودودين ولكنهم حازمين، يستطيعون مشاركة اللحظات التعليمية الرائعة للطلاب، وفي الوقت نفسه إرسال رسائل خاصة تُنبّه أولياء الأمور مثل: «ابنك/ابنتك قدّم واجبه أمس مع قطعة علكة مُلصقة». هذا النمط من التواصل المتوازن بين الشفافية والخصوصية قلل بشكل كبير من سوء الفهم والخلافات، حتى أن اجتماعات رابطة أولياء الأمور لم تعد «اجتماعات توبيخ»، بل أصبحت صالونات تعليمية حقيقية قائمة على التعاون.
من الفوضى إلى النظام، ومن التأخير إلى الفورية، لم تُغيّر دينغ تانغ وسائل التواصل فحسب، بل أعادت تعريف معنى «التعاون بين المدرسة والأسرة» — ففي النهاية، التعليم ليس معركة فردية، بل رحلة يسير فيها جميع الأطراف المعنية على نفس التطبيق، وفي نفس الاتجاه.
التعليم القائم على البيانات: التحليل الذكي والإدارة عبر دينغ تانغ
«دينج دونغ! لديك تقرير تحليل سلوك الطلاب بانتظارك!» حين تفتح المديرة لوحة التحكم في دينغ تانغ داخل مكتبها، تشعر وكأنها تحولت فجأة إلى شرلوك هولمز التعليم — لم تعد تعتمد على الحدس، بل تستخدم عدسة مكبرة رقمية لتتبع معدلات الحضور لكل صف، و热度 تسليم الواجبات، وحتى من هو أكثر الطلاب «انشغالًا بأفكاره» خلال الحصة. هذا ليس مشهدًا من فيلم خيال، بل واقع يومي في العديد من مدارس هونغ كونغ.
تشبه منظومة التحليل الذكي في دينغ تانغ «مُحقّقًا تعليميًا» لا يشعر بالتعب، يجمع بصمت بيانات حول التفاعل في الصف، وأداء الاختبارات، وإيقاع التعلّم. لم يعد المعلمون بحاجة إلى قول «شياو مينغ تراجع مؤخرًا» بناءً على الشعور، بل يستطيعون الآن تحديد بدقة: «شياو مينغ انخفضت نسبة إجاباته الصحيحة في مادة الرياضيات بنسبة 37% خلال الأسبوعين الماضيين، كما أن مدة مشاهدته لمقاطع الفيديو التعليمية أقل من المتوسط». هذا التحوّل من «الشعور» إلى «الأدلة» يجعل التدريس المخصص ليس مجرد شعار، بل استراتيجية قابلة للتطبيق.
والأكثر إثارة، أن النظام يولّد تلقائيًا تقارير متعددة الأبعاد، توضح الأداء العام لكل مستوى تعليمي، وحتى منحنى تعلم كل طالب على حدة. ويعلّق أحد المعلمين ضاحكًا: «في الماضي، بعد الانتهاء من تصحيح الواجبات يكون الوقت قد تأخر جدًا، فلا يبقى لدي طاقة للتحليل. أما الآن، فإن دينغ تانغ ترسم الرسوم البيانية نيابة عني، وتوفر عليّ حتى إعداد عروض البوربوينت لاجتماعات أولياء الأمور!»
البيانات لم تعد باردة، بل أصبحت منارة تضيء قرارات التدريس — وهذا بالضبط هو الثورة الهادئة الحقيقية التي أشعلتها دينغ تانغ.
التطلع للمستقبل: إمكانات دينغ تانغ وتحدياتها في قطاع التعليم بهونغ كونغ
إذا كان دخول دينغ تانغ إلى المدارس في هونغ كونغ يشبه «هبوطًا رقميًا مفاجئًا»، فهي الآن تتسرب بهدوء إلى غرف الاستراحة، ومكاتب الإدارة، وحتى محادثات أولياء الأمور في منتصف الليل. هذا ليس خيالًا علميًا، بل واقع تكتشفه عدد متزايد من المدارس: فدفع الحضور، وعقد الاجتماعات، وتسليم الواجبات، لم يعد يحتاج إلى انتظار 'أن يكتمل النصاب'. لكن السؤال المطروح: هل يكون قطاع التعليم في هونغ كونغ مستعدًا حقًا لعلاقة طويلة الأمد مع دينغ تانغ؟ أم أن ما يحدث مجرد قصة حب عابرة في مرحلة الغزل الأول؟
بالطبع هناك إمكانات كبيرة، مثل سد الفجوة الأخيرة في «مئة المتر الأخيرة» للتواصل بين المدرسة والأسرة. اليوم، لا يريد أولياء الأمور فقط معرفة ما إذا كان طفلهم قد سلّم واجبه، بل يريدون رؤية أدائه في الصف، وتحليل نتائج الاختبارات، بل وحتى سماع كلمة تشجيع من المعلم. ولو قامت دينغ تانغ بإطلاق ميزات مثل تلخيصات صوتية باللهجة الكانتونية أو تعليقات تلقائية مولّدة بالذكاء الاصطناعي بطريقة ودودة، فسوف يشعر الكثير من المعلمين بالامتنان. ومع ذلك، توجد تحديات أيضًا، .
الأهم من ذلك، أن دينغ تانغ لا يجب أن تقتصر على كونها مجرد «لوحة إعلانات إلكترونية». لكي تتأصل حقًا، يجب أن تطور ميزات تتماشى مع إيقاع المناهج المحلية، مثل دعم مشاركة ملاحظات امتحان DSE، وقواعد بيانات للاختبارات التجريبية، بل وحتى الربط مع أنظمة التقييم المدرسية. وإلا، فقد تصبح أي تقنية متطورة، مجرد «أثر رقمي» يتم استخدامه مرة واحدة ثم يُهمَل.