«يا رئيسي، خلصت التقرير بعد؟» جملة كانتونية بسيطة، لكنها تحمل في طياتها الكثير من الرموز الثقافية. والواجهة الكانتونية التي أطلقتها دينغ تشاو هونغ كونغ ليست مجرد ترجمة عادية، بل هي بمثابة «إضافة لغوية مخصصة خصيصاً للموظفين المحليين».
هل جربت استخدام برنامج بلغته الإنجليزية أثناء اجتماع، فرأيت الجميع ينامون من الملل؟ واجهة دينغ تشاو الكانتونية تحول مباشرةً كلمة «Calendar» إلى «جدول الأعمال»، و«Task Assignment» إلى «توزيع المهام»، وحتى علامة الـ«@» تتحول آلياً إلى التعبير الشائع «@أذكرك»، رائع أليس كذلك؟ وبعض الميزات أكثر قرباً من اللهجة المحلية — مثل دعم الإدخال الصوتي للنطق المتقاعس أو الحروف المهملة، فإذا قلت بصوتك: «أنا الآن تعبان برشا~»، فإن النظام سيستوعب ذلك دون مشكلة.
والأهم من ذلك، أن تصميم الواجهة يتبع إيقاع الحياة السريع والدقيق لدى سكان هونغ كونغ. فالتنبيهات لا تظهر بعبارات رسمية مثل «تم تنفيذ العملية بنجاح»، بل تقول «خلّصنا! تم حفظ الملف!»؛ وإذا حدث خطأ فلا تظهر رسالة باردة مثل «خطأ 404»، بل تسأل بمرح: «آه؟ وين راح الملف؟» مما يجعل المستخدم يشعر براحة نفسية أكبر. هذه التفاصيل الصغيرة هي ما نعنيه بالتوطين الحقيقي، وليس مجرد ترجمة آلية.
تخيل دوريس، الموظفة في مبنى屯門 الحكومي، التي تتعامل يومياً مع أكثر من ثلاثين نموذجاً. منذ أن بدأت باستخدام دينغ تشاو باللغة الكانتونية، تقول: «سابقاً كنت أفكر كيف أترجم عبارة approval workflow لمديري، أما الآن فأستخدم مباشرةً "خط التدفق للموافقة"، ومدير العمل فهم فوراً!».由此可见, اللغة ليست مجرد أداة تواصل، بل محفّز للإنتاجية.
أهمية الحاجة إلى التوطين
«صباح الخير» لا تعني «صباح النور»، فقط بهذه الطريقة نحافظ على الطابع الأصيل لهونغ كونغ! في أحد مكاتب وان تشاي، كان آمين يعقد اجتماعات باستمرار مع فريق من البر الرئيسي. في الماضي، كلما ظهرت رسالة النظام «لديك رسالة جديدة»، كان يصاب بالصداع — فهذه العبارات الرسمية مختلفة تماماً عن لغته اليومية بفارق عشرات الكيلومترات كما لو كنت في مقهى محلي وتطلب «توست» بدلاً من «خبز محمص». ولكن منذ إطلاق دينغ تشاو للواجهة الكانتونية، استطاع آمين أخيراً أن يقول بكل راحة «وصلت!» دون الحاجة إلى التصنع بألفاظ أدبية. في الواقع، التوطين ليس مجرد ترجمة، بل هو عملية فك شفرة ثقافية. الناس في هونغ كونغ يحبون المباشرة، والسخرية الذكية، وبعض الحكمة الشعبية. إذا تحدثت إليهم بنبرة اللغة المندارينية الرسمية، فهذا يشبه طلب «توست» في محل شاي محلي — شيء غير مناسب أبداً.
وبحسب دراسة محلية حول تجربة رقمية عام 2023، أعرب أكثر من 78% من مستخدمي هونغ كونغ عن أن استخدام واجهة بلغتهم الأم يسرّع عمليات الاستخدام بنسبة تقارب 30%، ويقلل نسبة الأخطاء بنسبة 41%. خاصة في القطاعات المرتفعة الضغط مثل المالية والخدمات اللوجستية، قد يؤدي عدم فهم عبارة «تأكيد أم إلغاء» إلى النقر الخاطئ وحدوث أخطاء جسيمة. دينغ تشاو تدرك هذا جيداً، لذلك حتى كلمات الأزرار تم تصميمها بعناية — مثل تغيير «التراجع» إلى «اه… دعني أفكر»، وهي لمسة فكاهية تخفف من التوتر. هذه الفلسفة القريبة من واقع الناس هي ما يجعل التكنولوجيا «تخدم الإنسان» حقاً، وليس العكس.
عملية تطوير واجهة دينغ تشاو الكانتونية
«يا جماعة، لماذا يبدو تطبيقكم كأنه روبوت يتكلم؟» هذه الجملة المنتقدة من أحد مستخدمي هونغ كونغ كانت الشرارة التي أشعلت عملية تطوير الواجهة الكانتونية في دينغ تشاو. فور سماع الفريق لهذه الملاحظة، ضحكوا وقبلوها بصدر رحب — فقد تبين أن عبارة «اضغط هنا» عند ترجمتها عبر جوجل أصبحت «اضرب هنا»، وكأن بائعة السوق تصرخ في الزبائن. وهكذا انطلقت رسمياً «ثورة الكانتونية الصحيحة في النطق، الكتابة، والأسلوب».
لإتقان روح اللهجة الكانتونية الأصلية، غاص الفريق في المقاهي، مترو الأنفاق، ومجموعات الواتساب، وجمع أكثر من 3000 عبارة يومية. كما استعانوا بأكاديميين محليين وكوميديين لدراسة أفضل طريقة لترجمة كلمة «submit» إلى «سلّم خلاص» بحيث تكون ودودة ولا تفقد طابعها المهني. وكان التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الفصحى والعامية. فمثلاً، عبارة «تأكيد» تبدو مناسبة، لكن «تؤكد ولا لا؟» هي الأكثر قرباً من الواقع. وفي النهاية، قرروا اعتماد نظام «تعديل نبرة السياق»، حيث يُعدّل نمط اللغة تلقائياً حسب السياق: في الأمور الرسمية تظهر «تم الحفظ»، أما في المهام الشخصية فتتحول إلى «اكوِرْ وانسى الموضوع!».
ومن أكثر اللحظات طرافة خلال مرحلة الاختبار، عندما رأت إحدى المحاسبات عبارة «خلّصت شغل اليوم بعد؟» تنبثق أمامها، ففُزعت وظننت أن مديرها يراقبها! عندها أدرك الفريق أن التذكير الودي يحتاج إلى ضبط الدقة! فتم إضافة خاصية تخصيص عبارات التنبيه، ليختار المستخدم بين «تذكير لطيف» أو «تحفيز قوي». هذه الرحلة التطويرية التي رافقتها الضحكات وفناجين الحليب من مقهى الحي، جعلت دينغ تشاو أخيراً يتحدث اللهجة الحقيقية لهونغ كونغ.
ردود فعل المستخدمين والتحسينات
«أمي قالت إنها فاهمة، وسهلة الاستخدام!» هذه العبارة من أحد المستخدمين في كولون تمثل صدى حقيقياً لما يشعر به الناس. منذ إطلاق دينغ تشاو للواجهة الكانتونية، أصبحت تعليقات أهالي هونغ كونغ أكثر حرارة من عربة الديم سام في المطعم الشعبي. أشار العديد من كبار السن إلى أن واجهات اللغة الإنجليزية كانت بالنسبة لهم كألغاز لا يمكن حلها، أما الآن، بمجرد فتح التطبيق وسماع عبارة «شو بدك تسوي اليوم؟»، يشعرون فوراً بأنهم «رجعوا للدار».
بالطبع، الناس في هونغ كونغ مشهورون بالصراحة، فلا يبخلون بالنقد بعد المدح. علّق أحد الشباب ضاحكاً: «عبارة "حفظ" تُرجمت إلى "استبقاء" تمام، لكن "تحميل" تُرجمت إلى "رفع" وهذا له طابع من البر الرئيسي، لماذا لا تقولون "شارك الملف" أو "اسحب لأعلى" فهي أكثر أصالة!». كما اقترح أحد المدرسين إضافة تشكيل صيني بصيغة الكانتونية لمساعدة الطلاب على التعلم. هذه التعليقات التي قد تبدو كـ«شجار»، تعتبرها فرق دينغ تشاو كنوزاً ثمينة — فكل نقد هو وقود للتطور.
وفي مواجهة هذه الملاحظات، لم تكتف دينغ تشاو بالاستماع فقط، بل أنشأت فريقاً متخصصاً في اللغة المحلية لتحسين المصطلحات التي «تبدو غريبة». مثلاً، تم تغيير «مزامنة» إلى «نمشي معاً»، بل وأضيفت خيارات شائعة مثل «من فضلك» و«نكلم بعدين». هذا النمط «المتواضع والقريب من الأرض» في التحديثات جعل المستخدمين يشعرون بأنهم ليسوا مجرد مستخدمين، بل «مصممين شركاء» في المنتج. أما مستوى الرضا؟ اسأل عمة من屯門، فقد قالت: «حتى كلبي بدو يتعلم يستخدم دينغ تشاو!».
التطلعات المستقبلية
«أمي تقول: إذا فهمتني، فهذا يعني أنك قريب منّي!» هذه الجملة الذهبية التي يتداولها أهالي هونغ كونغ تلخّص حقيقة أن التوطين لا يقتصر على اللغة فقط. الآن، فريق دينغ تشاو في هونغ كونغ لم يعد يكتفي بـ«القدرة على التحدث بالكانتونية»، بل يستعد لدفع الواجهة الكانتونية إلى آفاق جديدة! ووفقاً لمصادر داخلية، فإن التحديث القادم سيضم محرّك ترجمة سياقي ديناميكي، لن يتمكن فقط من التمييز بين كلمات متشابهة خطيرة مثل «أكل飯» (تأكل) و«أكل監» (تدخل السجن)، بل وسيتكيف تلقائياً مع اللهجات المحلية المختلفة — فمثلاً، في شيويوشوي يقولون «ثلاجة»، بينما في تونغ لوان باي يقولون «براداً»، وسيتعلم النظام التحويل تلقائياً.
وأكثر من ذلك! ستتضمن الإصدارات القادمة تقنية ذكية للتعرف على الجسيمات اللغوية في الكانتونية، مثل «لا» و«كو» و«جي» في نهاية الجمل، حيث لن يفهم النظام المعنى فقط، بل سيعدل أسلوب ردّه حسب نبرة المستخدم — إذا غضب المستخدم، يظهر تنبيه تحذيري، وبعد الغضب، يعرف كيف «يضحك» لتطييب نفسه. تخيل أنك تكتب: «شنو هالغلط الدائم؟!»، فيرد عليك فوراً: «آسف يا رئيسي، أصلح الخلل حالاً!»، هل هذا ليس لطيفاً؟
كما سيتم إضافة ميزة اقتراح إيموجيات ثقافية محلية، فعند الحديث عن «شرب الشاي»، تظهر تلقائياً أيقونة «زلابية الروبيان»، وعند قول «发财» (الثراء)، يُقترح عليك ملصق «مبروك السنة الجديدة». هذه التحديثات لا ترفع الكفاءة فقط، بل تجعل التكنولوجيا أكثر إنسانية واندماجاً في إيقاع الحياة اليومية لهونغ كونغ. دينغ تشاو لا يريد أن يكون مجرد أداة، بل يطمح لأن يكون ذلك «الأخ الصغير» أو «الأخت الصغيرة» في بيتك، الذي يعرف كيف يقرأ الأجواء ويكون دائماً الأقرب إليك.